مشكلة التعليم العربي


بالطبع تواجه المنظومة التعليمية العربية حجم كبير من الانتقادات الشعبية، والتي ان كانت محصورة بين النقد دون التطبيق وبين الطموح الغير موصف، إلا ان الواقع العملي يؤكد عدم قدرة هذه المنظومة علي ترسيخ العلم او تقديم واقع تطبيقي لمشكلة القيمة المضافة او حتي تحسين المنظومة التعليمية لنفسها ذاتيا، ولعل عدم قدرة هذه المنظومة علي تقديم الحجم والجودة المتوقعة للبحث العلمي العربي من أهم مؤشرات ضعف البنية التعليمية العربية.
ولكن لتفهم افضل لمشكلات المنظومة التعليمية العربية علينا التعرف خطوة بخطوة علي اركان العملية التربوية والتعليمية الحديثة.
بداية إذا نظرنا إلي العملية التعليمية بالنسبة للبشرعلي إنها إطار برمجي تقدم إليه الاسرة أبنائها لمؤسسة ما تعمل علي تخريج مجتمع متجانس وقادر علي تحقيق طموحه المستقبلي من خلال إعداد الجيل الجديد لهذا المستقبل المنشود.
علي المستوي الفردي....
يعني هذا الاعداد تقويم سلوك الفرد بشكل أفضل علي المستوي الاجتماعي، وهذا ما اعنيه بالتجانس.
كما يعني فرصة عمل تحقق الاستقرار للابن والقدرة علي بناء مستقبله وتحقق المنفعة الاقتصادية بشكل يعوض الانفاق علي التعليم.
علي المستوي الاجتماعي....
يعني هذا بناء المجتمع المتجانس الواعي بقضاياه وطموحه، العامل علي تحقيق المكانة للفرد والمجتمع، ضبط السلوك الاجتماعي لتحقيق مجتمع رشيد.
كما يعني التخطيط الجيد للمستقبل وتوظيف موارده البشرية بشكل فعال بشكل يحقق الاستقرار والرخاء والنمو الاقتصادي للبلاد.
قد يكون الاطفال الذيين هم اللبنة الاساسية لهذه المنظومة غير واعيين بشكل كامل لهذه الرؤية ولكن لا يعني هذا ان الاسرة غير واعية لذلك، بدليل انه بمجرد اعلان الدولة عدم ضمانها لوظيفة حكومية لابنائها عند تحرير سوق العمل، اتسع التوجه للتعليم الخاص وبدأت مشكلة عدم التجانس الاجتماعي في الظهور.....
قد لا يحقق التعليم الخاص الوعد بمستقبل افضل لابنائه، ولكن التعليم الحكومي العربي والمصري تساوي بهذه المنظومة في غياب القدرة علي المنافسة، ونظريا يكون التعليم بالامكانات الخاصة افضل من التعليم الحكومي مع تساوي احتمالات المستقبل.
لا تنظر الاسرة في ظل التعليم الخاص للمؤسسة التعليمية والعملية برمتها بالاهتمام الكافي، فلا تعطي للمدرس ولا للمدرسة اي اهتمام، فهنا الخدمة المميزة هي السبب الوحيد، وتتساوي تلك المدرسة عن غيرها في الفرص ولكنها تتباين في خدمة الطالب، فالمدرسة العاملة علي الترفيه والتدليل تكون اكثر قيمة ومستوي اجتماعي اكثر من تلك الساعية لتاسيس مدرسة نظامية قائمة علي المبادئ العريقة.
وبالتالي فهناك فرصة كبيرة لتحقيق منافسة حقيقية بين التعليم المؤسسي والتعليم الخاص، لا سيما مع ارتفاع تكلفة التعليم بشكل يحقق نفعا اقتصاديا في حال استطاعت هذه المنظومة جذب عددا كافيا إليها.
ويعتبر الوعد "بمستقبل مضمون" هو الطريق الامثل لتحقيق الالتزام الاسري بالاسس والثوابت التي ترسخها العملية التعليمية في الابناء، وهذا الالتزام الاسري سينعكس علي انضباط الطلاب، وبالتالي يعيد مكانة المعلم والمدرسة لوضعها الطبيعي ودورها التاريخي.....
وتحليل طموح المواطن العربي في منظومته التعليمية ورؤيته عن المستقبل الامن لابناءه ، يساعد في وضع تصورا مقبولا اجتماعيا عن هذا الوعد المفقود، وتوقيع عقدا جديدا بين المنظومة التعليمية والاسرة العربية.
‫#‏الموحد‬

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.