طموح المواطن في التعليم -2

في السطور القادمة سنلقي مزيدا من الضوء حول كل طبقة من طبقات الطموح الانساني في التعليم، كخطوة اساسية لتشكيل عقد اجتماعي جديد بين الاسرة والمؤسسة التعليمية يشجع علي النهضة التعليمية المعاصرة وتشكيل مستقبل آمن لابنائنا ولاوطاننا.
الطبقة الاولي: مستقبل الابناء
إن نموذج الكاتب المصري القديم والذي خلدته الدولة الفرعونية هو من اهم العقود الاجتماعية بين الدولة ومواطنيها من حيث الاثر والتأثير..
فامتداد هذا الاثر لآلاف السنين بما يشمل التأثير علي القناعات الانسانية ذاتها بضرورة التعليم ومكانة المتعلمين، هو امر يدرس ويوضع بعين الاعتبار، الا ان هناك ثغرة في التفكير الانساني ظهرت بظهور الرأسمالية وتجارة الخدمات وتحرير التجارة، حيث بات ترتيب المكانة الاجتماعية لا يتوقف علي التعليم، ولكنه مرتبط ايضا بنوعية التعليم.
فاصبح هناك عاملون ومديرون ولا تتساوي تلك الطبقات، فالمكانة الاجتماعية باتت تقاس اقتصاديا الي جانب المظهر، هذه الثغرة جعلت البشرية تتحرك بشكل عشوائي خارج قواعد التخطيط السليم والادارة الرشيدة للموارد البشرية.
بكل تأكيد لا يمت هذا المنطق للواقع بأي صلة، حيث ان حقيقة الحياة يكون فيها المجتمع الانساني متكامل بطبعه، ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض، وبالتالي علي اي منظومة تعليمية رامية لتحقيق الطموح الانساني في تأمين مستقبل واعد لابنائه ان يشير لضرورة التكامل بين ابناء المجتمع لاحداث الاثر المطلوب من التعليم، وتوظيف طاقات المورد البشري بشكل فعال.
ولا يتأتي ذلك الا من خلال مجموعة المكتسبات التي يحصل عليها الفرد كجزء من العملية التعليمية.....
فلا يوجد تعليم صناعي او فني وتعليم اكاديمي.....
فالتعليم يكسب الفرد مجموعة من المهارات الصناعية والعلمية، ويتخصص الفرد نتيجة لتميزه في مجال دون الاخر....
كما ان التعليم الصناعي غير مرتبط بمظهر محدد....
فالادوات والامكانات المادية المتوافرة في المؤسسة التعليمية يمكن ان تلعب دورا حاسما في تحسين تلك الصورة....
للجانب الاعلامي والتوثيقي للعملية التعليمية دورا بارزا في استشعار الاستقرار وبث الطمأنينة في نفوس الاسرة، فتصوير ممارسة الابن لاختبار في معمل الكيمياء، تتساوي مع تصويره اثناء زراعته نبته او ممارسة رياضة او اداءه الفني علي خشبة المسرح، وجميعها تشعر الاهل بالثقة والاطمئنان من اكتساب ابنائهم مجموعة متنوعة من المهارات.
ان ظاهرة التواصل الاجتماعي يمكن توظيفها بشكل بناء في تأسيس روابط اجتماعية بين المؤسسة التعليمية وابناءها، وكذلك بين الاسر وبعضها البعض، ويتسع ذلك المجتمع باتساع النطاق الجغرافي للمؤسسة التعليمية، ويمكن ان تمتد تلك الاواصر خارج نطاق التواصل الاليكتروني لحيز الحياة، مما يساعد في نشر التجانس السلوكي داخل المجتمع.
ان نجاح الطلاب لا يجب ان يعني نجاحهم في كل شئ، ولا يجب ان يكون فشلهم في اجتياز متطلبات مادة علمية ما مؤثرا علي مجموع انجازه، وبالتالي يمكن ان يكون النجاح عبارة عن "اجتاز ام لم يجتاز" المرحلة التعليمية ذاتها، والتحاقه بالمرحلة الجامعية يكون بناء عن سيرة ذاتيه لانجازه طوال مراحل الدراسة، او بحوث في مجال مرتبط بالكلية المتقدم لها، او توصية من المؤسسة التعليمية، او منحة للتفوق في احد المجالات العلمية او الثقافية او الرياضية، وما دون ذلك يتجه للتعليم الجامعي الخاص، ويهدف كل ذلك لضمان وضع العنصر البشري في موضع يمكنه من القيام بدوره في المخطط العام للوطن وضمان مستقبل مشرق له علي المستوي الشخصي والمهني.
لا يجب ان يحجم ذلك النظام من فرص الملتحقين بالتعليم الجامعي، ولكن علي العكس من ذلك سيعزز من فرص التحاقهم بالكلية ذات الرغبة والطموح ما دام توافرت فيه الشروط المعرفية والمهارية لذلك، والذي تضح ملامح واقعيته خلال السنوات المختلفة في التعليم، ويقلل كذلك من فرص التكالب علي كليات بعينها، او الشعور بالضير من الدخول لكلية خارج اطار الرغبات، لانه سيكون علي دراية انه ليس مؤهلا فعليا لها، وان هذا لا يعني فشله علي الصعيد العام، لانه قادر علي النجاح في حال توظيف امكاناته بشكل فعال وواقعي.
ان اتساع النطاق الجغرافي للمؤسسة التعليمية يساعد في تامين مستقبل افضل للانسان بشكل عام، فاتساع الاعتراف المؤسسي بشهادة الدبلومة الدولية يعني فرصا اكبر للطلاب الحاصلين عليها، ومشجعا للاسر للدفع بابنائهم للانضمام لهذه المنظومة، وبناء علي ذلك فالانتشار الاقليمي يعني فرصا اكبر للمنظومة التعليمية لتحقيق اهدافها، فالاعتراف الاقليمي والدولي للشهادة الممنوحة من قبل المؤسسة التعليمية يساعد في جذب عدد اكبر ومتنامي من الاسر والابناء وبالتالي تحقيق الوفورات الاقتصادية علي مستوي الحجم، بالاضافة للترسيخ المتنامي للتجانس الاجتماعي.
شخصيا اذا كان لدي الاب فرصة لضم ابنه في اطار تعليمي يعمل علي:-
1- اكساب الطالب مجموعة من المهارات العلمية والسلوكية والاخلاقية الداعمة لتفوقه وتحقيق المكانة الاجتماعية.
2- زيادة فرص وصول الطالب لتعليم جامعي يلائم طموحه ومهاراته.
3- ضمان فرص عمل داخليا وخارجيا.
4- التواصل الاجتماعي مع طبقة اجتماعية تتناسب مع مكتسباته وقيمه وثوابته.
5- توفير الادوات التقنية الداعمة للعملية التعليمية بشكلها المتناسب مع متطلبات العصر وطموح المستقبل.
6- تقييم موضوعي لمهارات وقدرات الطالب وتنميتها.
7- الرعاية والاشراف والدعم الاجتماعي لهذا الجيل.
8- متابعة يومية لتوثيق العملية التعليمية ومجرياتها.
9- الترويج المؤسسي بشكل اعلامي للموهوبين والقدرات الخاصة.
كيف سيكون تعاطي الاسرة مع هذا العرض؟
‫#‏الموحد‬

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.