لماذا نرفض عقلا تنميط الثقافات البشرية أو ما يسميه العرب بالغزو الثقافي ؟!!! إن التنوع الثقافي البشري يشبه إلي حد كبير التنوع الطبيعي والإحيائي بل ويمثله, فإذا رفض البشر عقلا محو هذا التنوع الإحيائي فليس من الحكمة إطلاقا اختزال الثقافة البشرية في شكل وحيد من الثقافة ووصف هذا النمط بالثقافة المثلي وبقية الثقافات معيبة بالرجعية والتخلف.... إن الديمقراطية الحاكمة في عالمنا اليوم أولت عند نشأتها اهتماما كبيرا بالثقافة البشرية والتراث الإنساني, وهو ما ساعد تلك المنظومة في القيام أ صلا, وللحفاظ علي وجود هذه المنظومة الديمقراطية علينا العمل جميعا علي نقض كافة الأفكار الداعية لتوحيد الثقافة البشرية لأغراض استهلاكية ونفعية. لأن بقاء المنظومة الديمقراطية الحاكمة اليوم هو هدف بشري شامل لحفظ السلام العالمي, وقيم الديمقراطية التي تستوعب التباين والاختلاف هي القيمة الأصيلة للديمقراطية بمفهومها الشامل.... فالخطاب المنادي بالتغييرات الثقافية للتشبه بثقافات أخري هو نوعا من الخرق المتعمد للمنظومة العالمية اليوم, ويواجه الكثير من النقض علي المستوي الإنساني في بيئات عدة, ومحفز للخطر في نفوس الإنس...