المطبخ السياسي - الثورة مستمرة

هل ثورتنا مستمرة ؟!!!
بكل تأكيد ثورتنا لا تزال مستمرة, ولكن مستمرة في أي إتجاه هذا ما يجب أن نتوقف عنده....
علي المستوي الإدراكي للفرد, أعتقد أن ثورتنا الشابة أصبحت أكثر حكمة وهذا مؤهل لنقل العمل الثوري لمجالات أكثر وميادين أوسع....
فالعمل الثوري أيها السادة ليس مظاهرات فقط, ولكنها أيضا دفعا للتغيير وفكرا للتوجيه....
وبالتالي علينا تقييم مكتسابات الوطن من ثورته, والمضي قدما في دفع عدد أكبر من الشباب المصري للإنخراط في العمل الثوري بمفهومه الواسع....
توظيف الطاقات الشابة في العمل الإبداعي المبرز لشخصية "مصر الحديثة"....
يشمل العمل الإبداعي الفنون بأنواعها....
يشمل العمل الإبداعي العلوم بأنواعها....
ولكن أهم الأعمال الإبداعية هي التأريخ والتوثيق....
وبالتالي فالجميع قادر علي المشاركة في العمل الثوري من منظور شامل وواسع....
ولكن أولا وأخيرا أن نعي أن ثورتنا هي ثورة ناجحة تماما, وبدأت بالفعل في تحقيق عددا كبيرا من الأهداف....
ولكننا لن نقف هنا....
لان طموحنا الثوري يصل إلي مداه عندما يكون الشخص المصري قادرا علي زيارة كل أركان الارض ببطاقته الشخصية....

أتمني أن يكون توقف الحراك الثوري بمفهومه الضيق هو تمهيد لنبذ الساسة كمحرك لثورتنا العظيمة, والإتجاه للمضي قدما في تأسيس المجتمع الثوري الناضج والقادر علي تنظيم نفسه ذاتيا....
ومن وجهة نظري الشخصية إن أهم ملامح هذا النضج الثوري هو تحديد الأهداف التي من أجلها نثور, والوسائل التي تحقق تلك الأهداف, ودور كل منا في هذا الحراك الثوري....
بالنسبة لي كمواطن من شعب مصر, إنخراطي في العمل الثوري كان محدد الأهداف...
1- تحسين الظروف المعيشية للمواطن.
فلقد كان جليا تدهور المستوي المعيشي للموظف الحكومي نتيجة مباشرة لإنخفاض دخله, وهذا ما أظهر علي السطح عددا كبيرا من المشكلات الإجتماعية, تبدأ بإنخفاض جودة الخدمات الحكومية, وصولا للفساد المالي والإداري.
وهذا ما تم الإشارة إليه أكثر من مرة بظهور مصطلح "ثورة الجياع".
وما الموظف الحكومي إلا مجرد مثل للطبقة الوسطي والتي كاددت أن تختفي تماما من الحياة اليومية للوطن, وإستبدالها بالمواطن البلطجي والمجرم ورجل الأعمال الفاسد.
2- توفير الأمان الإقتصادي والإجتماعي وحتي الأمان الفكري للفرد والمجتمع.
إن تحكم رأس المال في الفترة التي سبقت الثورة كاددت أن تحول الشعب المصري إلي عبيد بكل ما تحويه الكلمة من معني ومن ألم, فالمال اصبح يقود سوق العمل بشكل متجبر وخارج عن المنطق, ولا قانون واضح أو فعال يحدد العلاقة بين العامل وصاحب العمل, هذا بالإضافة لتزاوج المال مع السلطة يحقق نتيجة كارثية في قدرة رأس المال لإزلال المواطن, وهذا ما يصحبه إنعدام للشعور العام بالأمن, هذا بالإضافة للحريات التي كانت مدفونة تحت غبار الفوضي.
3- تحسين الوضع السياسي المصري المتدهور داخليا وخارجيا
لن أتحدث عن الوضع السياسي المصري داخليا, فاعتقد ان الكل يعي تماما مدي تدهور الثقة بين الحاكم والمحكوم في مصر قبيل الخامس والعشرين من يناير, ولكني أود الإشارة إلي التدهور الذي شاب السياسة المصرية الخارجية....
أولا العلاقات الافريقية كجزء من محيطنا الاقليمي باتت في أسواء حالتها, كما أن العلاقات العربية باتت في أسواء حالتها, وحلم الوحدة العربية التي كانت ولازالت تراود أحلام العرب بات من المؤكد أن النظام المصري الحاكم غير فاعل فيها بشكل حقيقي, وباتت الخلافات العربية حول الدور المصري تتضح وتظهر علي السطح....
وبالتالي.....
فأهدافي كانت تحقيق حياة كريمة لكل المصريين, ثم تحرير العقول المصرية ولاسيما العقول الشابة من معاقلها, لتتجه نحو التفكير والعمل للصالح الوطني العام, ثم تحسين الوضع السياسي المصري علي المستوي الأقليمي والدولي, والعمل علي زيادة التنسيق العربي وإستبدال التحالفات العربية بالتحالفات الغربية كشكل من أشكال الإستقلال الإقتصادي والسياسي للبلاد.....
في مطالبي بتحقيق تلك الأهداف واجهت ثقافة "القائم بالتغيير"....
بمعني ان هناك من الناس ما لا يعنيه التغيير في حد ذاته, ولكنه معني جدا بشخص القائم بالتغيير....
في الحقيقة لست من هذا النوع, ولهذا لا اهتم كثيرا بشخص الحاكم....
ولا اهتم كثيرا بشخص الساسة....
ولا قادة الرأي ولا الإعلاميين....
أهتم فقط بمقدار الإنجاز الذي تحقق في مسارنا الثوري في سياق المطالب سابقة الذكر....
‫#‏الموحد‬

‫#‏الموحد‬

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.