كوكب مجهول المصير - الصناعة


كم اكره هذا القطاع....
لا لسبب الا الاثر السلبي للصناعة علي البيئة وصحة الانسان...
كما اني لا اعلم بدقة هل الصناعات التقليدية واليدوية القديمة كانت بذات الاثر السلبي....
في جميع الاحوال تعالوا نخوض في بعض الامور المتعلقة بالصناعة، لانها وبغض النظر عن سلبياتها تظل بديهية وضرورية للانسان، لانها تشكل نمط حياته اليومية،وتؤثر بشكل مباشر علي جودة الحياة والنظرة عن الذات...
فالمواطن من دولة صناعية تختلف شخصيته عن مواطن من دولة زراعية....
وكذلك فالمواطن من دولة صناعية تختلف شخصيته عن مواطن من دولة مستهلكة لصناعة بلاده....
هذه امور تحتاج لتفسير نفسي مركز وسنتجاهلها مؤقتا وسنعود لهذه النقطة اذا احتجنا اليها....
هناك خلالا كبيرا في العلاقة بين الدول الصناعية والدول المنتجة للمواد الخام....
ولهذا فهناك بعض الاسئلة التي لا اعتقد ان هناك من يستطيع الاجابة عليها الا اجهزة الدول....
ولكننا كتمهيد سنناقش فكرة المادة الخام مقابل السلع النهائية...
اتفق الانسان تاريخا علي ان المواد الخام هي اصل الثروة، وان المنتجات مهما جادت خصائصها هي اقل رتبة....
فالذهب هو الثروة وليس الخاتم في حد ذاته.....
واتفقت الدول الصناعية حديثا علي استيراد المواد الخام من الدول صاحبة الثروة واعادة هذه الثروة علي هيئة منتجات، وكم اخذ الانسان من الزمن للوصول لهكذا اتفاق....
هذا الاتفاق يعني اعادة الثروة الي اصحابها مقابل العملية التحويلية، وهو ما يعطي الفرصة لافراد الدول الصناعية لايجاد فرص العمل ومواجهة تحديات الحياة....
وبالتالي ظهر مفهوما اقتصاديا جديدا يسمي اعادة التدوير....
يعني اعادة الثروة الي صورتها الحقيقية، وسواء تم توجيه هذه الثروة الي الصناعة مرة اخري او تم الاحتفاظ بها كمخزون للثروة، فاعادة الثروة لحالتها في جميع الاحوال يعني الحفاظ علي الحقوق الاصيلة للملكية والحيازة....
وهي الضامن لعدم تسرب الثروة وبقاء الاتفاق الانساني....
ولكن ما يشهده العالم اليوم.....
هو احتفاظ الدول الصناعية بالثروة وتقنيات اعادة تدويرها، بل وشراء المنتجات المستهلكة في الدول النامية لتكوين مخزون الثروة الخاص بهم....
من المفهوم ان اكبر التحديات لتأسيس الصناعة الوطنية هو ندرة الموارد، لان توافر مادة معينة في دولة غير كافي مهما كان حجمه لتأسيس صناعة وطنية متكاملة....
وبالتالي علينا الاجابة علي اسئلة محددة
كم من السلع يجب امتلاكها بحيث يحقق اعادة تدويرها اكتفاءا ذاتيا في الموارد بغرض تأسيس صناعة وطنية متكاملة....
كم من الوقت والمال يكلف هذا التوجه، وما هو المنتظر من الصناعة الوطنية.....
ما هو حجم السوق المتوقع وآليات ضمان عدم تسرب الثروة....
كم من المواد الخام التي علينا استعادتها بشكل يساعد الاقتصاد الوطني لاستعادة مكانته كمصدر للثروة.....
ما هو مزيج المواد التي تشكل ثروة وطنية ترفع من قيمة اقتصادياتنا.....
اهم مواردنا لا يمكن اعدة تدويره....
البترول...
المورد الوحيد الذي صنفه العالم مسبقا علي انه مصدر الطاقة الناضبة....
ويتوجه العالم اليوم الي مصدر الطاقة النظيفة، الغير ناضبة....
مع العلم ان العالم الصناعي لازال يحتفظ بمخزونه الاستراتيجي من مصادر الطاقة الغير نظيفة، وتعتبر المصادر العربية تاريخيا هي مصدر الطاقة الرئيسية للثروة الصناعية الحديثة....
امتلك العالم الحديث طاقته....
وامتلك الثروة....
ثم ؟!!!
استرداد الثروة هو امر غاية في الاهمية، وليس فقط كتوجه عربي....
بل كتوجه انساني...
لان دائرة الحياة يجب ان تكتمل كسنة كونية، ولا يجب ان نسمح بكسر هذه الحلقة، لان ذلك مهدد للسلام العالمي والاتفاق الانساني....
اعلم تماما انه لا يمكن الاجابة علي هذه الاسئلة من قبل فرد او مؤسسة...
وحدها الاجهزة هي القادرة علي الاجابة عن هذه الاسئلة....
ولكني استطيع الاجابة علي سؤال وحيد...
كيف؟!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.