كوكب مجهول المصير- ما وراء المادة


هناك اسئلة فلسفية وجودية هي الممهدة لقيام هذه الحضارة الانسانية....
من نحن؟
من اين اتينا؟
وهكذا أسئلة، والتي لولاها لما كنا استطعنا التمييز بوضوح بين الانسان وسائر الحيوانات....
لكنا اليوم جنسا يعيش حياته البرية، وما كنا انتقلنا حضاريا لخطوة واحدة فقط....
ولكن هل هناك اسئلة وجودية مجددة لطموح الانسان انطلاقا مما نحن عليه اليوم؟
قد يعتقد البعض انه يجب اتمام الاتفاق علي اجابات للاسئلة الوجودية الكلاسيكية قبل الانتقال لاسئلة حديثة....
ولكني اعتقد انه لا يمكن إطلاقا الوصول لاجابات حاسمة للاسئلة التقليدية طالما لم نشهد النهاية....
فتلك الاسئلة التقليدية مرتبطة كليا بما ستؤل إليه الحياه في النهاية....
وإلي هذا الحين فرسالتنا هي الاستمرار بلا توقف....
"
المادة المظلمة" 
هل تفني المادة او تستحدث من العدم؟
الاجابة المتاحة إلي اليوم هي "قطعا لا"
هذه الاجابة كانت في زمن لا يعرف احدا فيه ما يسمي اليوم بـ "المادة المظلمة"
وبالتالي صنفت حالة المادة إلي حالتين رئيسيتين....
حالة الوجود، وحالة العدم
حالة الوجود هو ما نستطيع معرفة وجوده بشكل ما من اشكال المعرفة، وما دون ذلك يكون في حالة العدم....
ولم يثبت إطلاقا تحول مادة ما من حالة الوجود إلي حالة العدم، كما لم يثبت تحول العدم إلي مادة....
ولكن دعني اطرح واحدا من تلك الاسئلة التي تعد وجودية للمرحلة المقبلة من المستقبل الانساني....
هل لمجرد عدم قدرتنا علي رصد الشئ أو إستشعار أثره إن وجد له أثر علينا, يعد هذا الشئ غير موجود؟
عند تفاعل المادة داخل انبوب الاختبار وتحولها من احد اشكال المادة إلي أخري...
هل يعد الانبوب وما خلفه في هذه الحالة "عدما" لمجرد ان مادة التفاعل لا تخرج منه ولا تدخل إليه مادة من خارجه؟
ما لا يمكن إستشعاره فهو غير موجود.... هذه طريقة تفكير يجب تغييرها في المستقبل....
ولن ابالغ إن قلت أنه كان خطأ كبيرا مجرد إعتماد هذا كمنطق يوما....
هذه حقيقة يمكن تغييرها بمجرد إكتشاف وسيلة لإستشعار أفضل, ولكن هل سنكتشف يوما عدما؟!!!
أم سنحاول إطلاق إسما علي هذا العدم المكتشف, وحتي لو وجدت علاقة بين المادتين فلن نقول ان المادة تحولت إلي العدم, او أن العدم تحول إلي المادة....
#‏الموحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.