صفحة قديمة - 4

كفانا حديثا عن نتائج هذه المرحلة لاني لا استطيع تجميعها في نقاط ودائما ما سنكتشف ان هناك المزيد لذكره، ولنتحدث عن نمو الشخصية ومغامرات هذه المرحلة شديدة التوتر سريعة التغير....
كان النمو الرياضي قد وصل إلي اقصاه والقوة تتدفق مع الدم الي كل خلايا الجسد، فكان الشعور اللامتناهي بالقوة كالنشوة الذي لا يكف المرء عن الوصول إليها....
لا اعتقد ان هناك كثيرين من شعروا بنشوة ضرب الكرة بقوة كافية لتفجيرها....
لا اعتقد ان هناك كثيرين شعروا بنشوة الغطس في فجوة صخرية صانعة للدوامات، لتقذف به بقوة هائلة عند الوصول لنهايتها وارتطامه بالصخور.....
لا اعتقد ان هناك كثيرين شعروا بنشوة القفز في عرض البحر شتاءا دون تحضير مسبق....
كان كل شئ قوي يتحدي قوة المراهق ويستنفر حدود طاقاته، حتي رفع السيارات عن الارض....
ولكن لم يكن ذلك وحده هو ما يشعرني بالنشوة....
كنت ارصد باهتمام توجه البشرية للوحدة عبر نظام عالمي وليد....
وكأن البشرية تنمو إدراكيا بشكل يوازي نموي الادراكي....
وظهر في هذه الحقبة ما يسمي بتوارد الخواطر....
اشياء افكر فيها وتظهر للنور في فترة قليلة، حتي اني لا اعلم تحديدا كيف يتم ذلك....
هل هناك اجهزة قادرة علي قراءة الافكار؟!
لو كان هذا حقيقيا ليعد ذلك سرقة كبري للانتاج البشري....
ولكني كنت اقول ان هذه الافكار كنظرية المؤامرة، ليس لها اي اساس من الصحة....
انه التعليم....
الذي يجعل مجموعة كبيرة من البشر يفكرون معا بنفس المنهجية في نفس المشكلات، ويكون في هذا النظام البقاء ليس للافكار بل بالقدرة علي تنفيذ تلك الافكار....
وهذا ما يدفع التحديات امامي لاقصاها....
فشهدت هذه الفترة تعرفا اكثر علي العلوم التطبيقية بالاضافة للبحث عن علوم المستقبل بدء من العلوم الاساسية ....
واهم شئ اكتشف عقلي قدراته علي التغيير في المستقبل، هو علم عربي يسمي علم الفراسة....
وهو اليوم ما يوازي علوم التنمية البشرية والشخصية ولغة الجسد، ويبقي بالنسبة لي علم الفراسة اكثر قدرة علي تغيير الافكار الشخصية من مجموعة المبادئ التي بدء الترويج لها من خلال اخصائي التنمية الشخصية في الوقت المعاصر، وكنت قد توقعت لهذا العلم ان يكون له مستقبلا مشرقا وقدرة كبيرة علي التأثير في العقل الجمعي والتنمية المجتمعية.
كانت علوم المستقبل في هذه الفترة تناقش تذليل العقبات الطبيعية بين الجنس البشري لاحداث تواصل فعال بين الحضارات والثقافات المختلفة والمتباينة، وبالطبع ضرورة تذليل هذه العقبات تشمل اللغة، ولهذا فتصورت خطأ ان مستقبل المدارس التي بدات في الظهور تحت مسمي مدارس اللغات إلي إنقراض، لانه لن يكون هناك عقبة في التواصل الانساني مستقبليا يجعل تعليم اي لغة له ميزة تنافسية حقيقية....
ولكني اخطأت في ذلك.... فاليوم لا يزال تعليم اللغات امرا غاية في الاهمية....
حقيقة لا اعلم لماذا.....
فالافضل من وجهة نظري التوجه لمدارس العلوم....
مدارس الرياضيات.....
مدارس الاداب ....
لكن مدارس اللغات...... لا اعلم
تصور معي ان تكون حفلات التخرج المبهجة لنا جميعا لا يتمايز فيها ابنائنا باللغة الاجنبية....
بل يتمايزون باختبارات واجهزة وادوات ودوائر كهربية وآليين صنعت بايديهم، الن يكون ذلك مبهرا ؟!
علي كل حال قد يكون هذا المستقبل في طريقه إلينا....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوكب مجهول المصير - اليوم الثامن – 1997

ملاحظة جديرة بالتدوين...

المطبخ السياسي - الذكاء السياسي.